لاجئات أفغانيات في إسلام آباد يتظاهرن ضد الاعتقال والترحيل الإجباري
لاجئات أفغانيات في إسلام آباد يتظاهرن ضد الاعتقال والترحيل الإجباري
نظم ناشطات ولاجئات أفغانيات في إسلام آباد مظاهرات ضد سياسة الترحيل القسري التي تتبعها باكستان، وطلبن من الدولة المضيفة معاملة اللاجئين بشكل لائق، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وتجمعت بعض النساء الأفغانيات في العاصمة إسلام آباد، الأحد، وطالبن الحكومة الباكستانية بالتوقف عن تسليم اللاجئين الأفغان بشكل قسري، طبقا لما ذكرته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء.
وذكرت المتظاهرات أنهن لم يغادرن بلادهن طواعية، لكنهن اضطررن لذلك، بسبب فرض حظر يمنع النساء والفتيات من التعليم والعمل والتوجه للأماكن العامة.
يأتي ذلك، فيما زاد الاعتقال والترحيل للمهاجرين الأفغان، بشكل غير مسبوق في باكستان، في الآونة الأخيرة، في إقليم السند بشكل خاص، ما أثار إدانة واسعة داخل باكستان وخارجها.
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية ما تسبب في فرار الآلاف للدول المجاورة.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة 55% من سكان أفغانستان، أي 23 مليون أفغاني، ويقدر عدد سكان البلاد بـ37 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة.
توتر العلاقات
مع وصول طالبان إلى سُدة الحكم في أغسطس 2021، حدث تحول لافت في العلاقات بين الطرفين، وباتت باكستان تواجه شبح طالبان الباكستانية، التي تعتبر الامتداد الأيديولوجي لحركة طالبان الأفغانية في باكستان.
وشهدت المناطق الحدودية الأفغانية- الباكستانية مؤخرا حوادث عدة من إطلاق نار وهجمات عديدة متبادلة بين قوات الأمن على الجانبين، ما دفع إسلام آباد إلى غلق اثنين من معابرها الحدودية مع أفغانستان بشكل مؤقت في وقتٍ سابق خلال شهر ديسمبر الماضي.
وتصاعدت حدة التوترات في الشهر نفسه إثر إعلان الحكومة الباكستانية عن سحب بعثتها الدبلوماسية من أفغانستان ووقف النشاط الدبلوماسي بين البلدين، ردًا على الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم "داعش" الإرهابي مُستهدفًا السفارة الباكستانية في أفغانستان، في محاولة لاغتيال رئيس البعثة الباكستانية وحراسه في ساحة السفارة.
وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء موقف اللاجئين الأفغان في باكستان، لا سيما مع فرض الأخيرة سياسة الحصول على تأشيرة للدخول إلى أراضيها عبر المعابر الرئيسية، وهو ما تعتبره أفغانستان أمرًا استفزازيًا بالنسبة لها.